ياسين حليحل
( 1300 - 1380 هـ)
( 1880 - 1960 م)
سيرة الشاعر:
ياسين إبراهيم حليحل.
ولد في مدينة منيا القمح (محافظة الشرقية - مصر)، وتوفي فيها.
قضى حياته في مصر.
حفظ القرآن الكريم في كتاب قريته، ثم درس الحديث على أجلة من شيوخ عصره ، ثم جاور في الأزهر عدة سنين.
عمل مصححًا للغة العربية في مطبعة ومكتبة المنار، ما جعله على صلة بالشيخ محمد رشيد رضا.
أسهم في توعية أبناء بلدته ونشر الثقافة الدينية من خلال الخطابة والوعظ.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة واحدة مطبوعة - مطبعة الفتوح - السيدة زينب - القاهرة (د.ت)، وأخرى مخطوطة - بعضها بخط يده.
نظم في الأغراض المألوفة من مدح وتهنئة وفخر وتقريظ للكتب، كما كتب الشعر السياسي. نفسه طويل، تأثر في مدحه وتهنئته بالموروث الشعري العربي القديم،
لغته سلسة، معانيه واضحة، وخياله قريب.

مصادر الدراسة:
- لقاء الباحث عبدالرزاق سالم علي مع أسرة المترجم له - القاهرة 2003.

عناوين القصائد:

* تهنئة بالنجاح
* بُشْرَى
* الحمد لله

تهنئة بالنجاح

تهنئة بالنجاح

موجهة لعبدالبديع حليحل نجـاحُك
عـند مَنْ يـهـواكَ عـيــــــــــــدُ
عـلى الأقـران مـوقعُه شديــــــــــــــدُ
وقـاكَ اللهُ مـن عـيـنَيْ حســـــــــــــودٍ
ودام لك الـمسـرَّةُ والـمزيــــــــــــــد
فـيـا «عبـدَالـبــــــــــديعِ» تَهَنَّ وافرحْ
بـمـا أعطـاكَ مـولاك الـمـجـيــــــــــد
وخطُّك واضحٌ «زاهٍ جـمــــــــــــــــــيلٌ»
وفـي الـدرجـات مـنزلُكَ الفريـــــــــــد
ذكـاؤك لا يُمـاثله ذكـــــــــــــــــاءٌ
ورأيٌ ثـاقبٌ راقٍ سديــــــــــــــــــــد
وفـي كل العـلـوم عـلـوْتَ مـــــــــــرقًى
عـلى الأمـثـال ممـنـوعٌ بعـيـــــــــــد
وخُلْقك يـا بُنَيَّ هـو الـمســــــــــــــوَّى
عـلى خلُقٍ مهـذِّبُه الـحـمـيــــــــــــــد
فلا تقنعْ مـن العـلـيــــــــــــــا بحدٍّ
فـمـا للـبـدر عـن سـيْرٍ محـيـــــــــــد
ولا تُلهـيك عـن درْكِ الـمعـالـــــــــــي
فتـاةٌ طرْفُهـا سحـرٌ حديـــــــــــــــــد
ففـي طـيِّ الـمعـــــــــــــــارف كلُّ بِكْرٍ
يـهـيـم بحسنهـا الرجلُ الرشـيــــــــــد
لكـم يـا «آلَ إبراهـيـــــــــــــمَ» مُلْكٌ
ومـجـدُكـمُ القـديـمُ بكـم جـديــــــــــد
وأيـديكـم عـلى الأيـام بـــــــــــــيضٌ
وكلُّ العـالـمـيـن لكـم شهـيــــــــــــد
ألستُمْ خـيرَ مـن قـرأ «الـمـثـانـــــــي»
يُرتِّلهـا كـمـا نزلَتْ يعـيـــــــــــــــد
وبـيـن صدورِكـم نـورٌ مبـيــــــــــــــنٌ
وفـيضٌ مـن لـدى الـمـولى مديـــــــــــد
شقـيٌّ قـلـبُه مـن شذَّ عـنكـــــــــــــــم
مُهـنّىً مـن يُواصلكـم سعـيـــــــــــــــد
فـيـا ولـدي ولستُ الـيـومَ أعـنـــــــــي
سـوى «عبـدِالـبـديع» هـو الـوحـيـــــــد
تذكّرْ نعـمةَ الـمـولى عـلـيـنـــــــــــا
فإن الشكرَ يصحـبُه الـمزيـــــــــــــــد
وخذ مـن سنَّةِ الهــــــــــــــــادي بقسطٍ
إذا مـا كـنـت للـحسنى تـريــــــــــــد
ولا تغفلْ عـن الـمـولى بقـلــــــــــــبٍ
ولاحِظْ مـا له خُلِقَ العبـيـــــــــــــــد
وأنـت عــــــــــــلى الهدى والنُّصح ذكرى
فإن النُّصح للـمَهدي يفـيــــــــــــــــد
فلا تسبقْ عـلى الـدنـيـا الـبرايـــــــا
ويسبقُك الـمـوفَّق والسَّعـيـــــــــــــــد
وشمِّر فـي عـلـوم الـديـــــــــــن وانهضْ
فإنك سـابقٌ فـيـهـا مـجـيــــــــــــــد
ونَمِّ الروح بـالـتقـــــــــــــــوى مُجِدّاً
فإن الروحَ مـنزلُنـا الجـديـــــــــــــد
عـرفْتَ الغايةَ القصـوى فجـــــــــــــاهدْ
وهـذا مـنـتهى مـا تستفـيــــــــــــــد

هلالٌ لا يُضــــــــــــــــــــارعُه هلالُ
وشـيـخٌ مـا له أبـدًا مـثــــــــــــــالُ
وأتبـاعٌ عـلى الأتبــــــــــــــاع رُحْمَى
عـلى الأعـدا أشدّاءٌ ثِقــــــــــــــــال
شعـارُهـم الـتُّقى والعـلـمُ ثـــــــــــوبٌ
حقـيـقٌ أن يُقـال لهـم رجــــــــــــــال
رضـاهـم عـن مُحـبِّهـمُ شفـــــــــــــــاءٌ
وبـالعـالـي لـواحِظُهـم نِبـــــــــــــال
ولـو أن الهلالَ يكـون طــــــــــــــولاً
بقـدْر الشـيـخ مـا احتـمــــــــلَ الهلال
هلالُ الشـيـخ مـن عـلـمٍ وحـلـــــــــــمٍ
وسـرٍّ لا تقـوم بـه الجـبــــــــــــــال
ولـو أن الـمقـامَ يكـــــــــــــون وُسْعًا
يُنـاسبُه لضـاق بـه الـمـجـــــــــــــال
مقـامُ الشَّيـخِ رضـوانٌ ونـــــــــــــــورٌ
وتكـمـيلٌ يُنـاصرُه كـمـــــــــــــــــال
مقـام الشَّيـخ أفئدةُ الـبرايــــــــــــا
له فـي كلِّ ذي شـرفٍ مـثــــــــــــــــال
مقـام الشَّيـخ مـرفـوعٌ عـظيـــــــــــــمٌ
ويـقْصُرُ دون رفعتِه الـمقـــــــــــــــال
فإن شئتَ الـدلـيلَ عــــــــــــــلى عُلاه
أجـابتْكَ الـمكـــــــــــــــارمُ والجلال
وسـيـدُنـا العـظيـمُ القـدرِ عـيســــــــى
يصحُّ لنـا بخدمتِه الـــــــــــــــــدلال
له فـي الـمهْدِ أسـرارٌ عــــــــــــــظامٌ
كرامـاتٌ وإكرامٌ وحــــــــــــــــــــال
وإخلاصٌ، وتقـوى، وارتقــــــــــــــــاءٌ
وعزمٌ لـيس يَحـمـلُه الرِّجـــــــــــــــال
فكـم مـن حـاجةٍ عزَّتْ قضـاهــــــــــــــا
وقبـلَ بـلـوغِه شُدَّتْ رحـــــــــــــــــال
بحَوْل الله شـرَّد كلَّ بــــــــــــــــــاغٍ
وزال بـمـن يُعـاديــــــــــــــه الزوال
ألا يـا معـشـرَ الأحـبـابِ بشــــــــــرى
وجـاء الـحقُّ وارتحــــــــــــــلَ الضلال

الحمد لله

الـحـمدُ للهِ فـالـمقصـودُ قـد جـانــــــا
وقـال فكري بأنَّ اللهَ ولاّنــــــــــــــا
تـوفـيـقُ أبشـرْ بنـيل الـمـركزيــــن معًا
«سنه موتُ» موتنـا و«مـنـيـا القـمح» مُنـيـانـا
أوحى إلـيّ بإلهـامٍ وعــــــــــــــن ثقةٍ
بأن عـلـوْتَ عـلى مـن كـان مـن كـانـــــا
فسلَّمِ الأمـرَ للرحـمـــــــــــــن محتسبًا
فقـد رأيـتُ صلاحًا عـند رضـوانــــــــــا
إنـي مُهـنِّيك فلـتقبـلْ لـتهـنِئتـــــــــي
أرى الخـوافـيَ للقُدّام أركـانـــــــــــا
والنـاسُ مـولايَ أعـلاهـم بأصغَرِهــــــــم
فخذْ بأيـدي ضعـيفٍ شـاد بنـيـانـــــــــا
إنـي محــــــــــــــــمدُ مُهدي دُرَّ مخلصةٍ
فقـد حـوى بحـرُهـا درّاً ومَرجـانـــــــــا
أستغفرُ الله يـا «قُسُّ بنُ سـاعـــــــــدةٍ»
مـاذا نقـول ومـن إنْشـاك إنشـانــــــــا
لك الفصـاحةُ مُلْكٌ لا مبــــــــــــــالغةٌ
لـمـا نظـمْتَ لهـا أشبـهْتَ حسّانــــــــــا
وأنـت مـولاي حُرٌّ فـي دوائرهــــــــــــا
فدُرْ مع الـحقِّ دعْ شأنًا وخذ شأنــــــــــا
ولا يضـيعُ جهـادٌ عـند خـالِقِنـــــــــــا
وبـالثبـات تـرى فـي الـيـوم بُرهـانــــا
هـذا الضـيـاءُ كـنـورِ الصـبحِ طــــــالعُه
وبـالصحـائفِ كـم أودعت إيـقـانـــــــــا
هل السِّيــــــــــــــــاسةُ إلا فضُّ مشكلةٍ
قُمْ أرشدِ النـاسَ إن الـحقَّ قـد بـانــــــا