[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان
فرديناندو ماجلان ملاحاً ومستكشفاً عاش في الفترة 1470 حتى 1521 وقد اشتهر
لقيادته أولى الرحلات حول العالم إلا أنه أمثال عدد كبير من المستكشفين لم
يتسن له أن يكمل ما أراد أن يستكشفه ..
ولد ماجلان في البرتغال وعمل أولاً في جزر الهند الشرقية كما حارب في مراكش
حيث أصيب بجرح بالغ جعله يعرج بقية حياته وقد اتهم ظلماً بالسرقة، فغضب
وتخلى عن جنسيته البرتغالية وانتقل إلى العمل في خدمة ملك إسبانيا.
وافق الملك الإسباني كارلوس على اقتراح ماجلان الإقلاع عبر الأطلسي لاكتشاف
(جزر التوابل) (مجموعة الجزر التي تكون الجزء الشرقي من أرخبيل الملايو،
مركز تجارة البهار) وفي مقابل إمداده بالرجال والسفن، وافق ماجلان على أن
يعلن بأن كل ما يكتشف من أرض ملك لإسبانيا.
وفي عام 1519 كان قد مضى على رحلة كولومبوس إلى أمريكا 25 سنة والاكتشاف
الذي حققه كان بمحض الصدفة بينما كلن يبحث عن طريق جديد يقود إلى الهند ولم
يدرك هو نفسه أنه اكتشف (اميريكو فسيوسيو) ساحل أمريكا الجنوبية منح اسمه
للقارة الجديدة.
في 20 / 9 / 1519 أقلع ماجلان من الميناء الإسباني (دي باراميدا) مع خمس
سفن كانت تقل ماجلان ، وبعد ثلاثة أشهر بلغ الأسطول الصغير أمريكا الجنوبية
ودخل خليج ريو دي جانيرو للتزود بالمؤن ولإصلاح السفن، ثم غادرت الخليج في
ديسمبر 1519 للبحث عن ممر إلى المحيط الجديد ظلت السفن مبحرة ثلاثة أشهر
جنوباً على ساحل أمريكا الجنوبية، وبما أن شتاء نصف الكرة الجنوبي عزم
ماجلان على البقاء حتى الربيع على الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية في خليج
سان جوليان وفي تلك الفترة 1520 تمرد رجال ثلاث سفن لكن ماجلان استطاع
إخماد الثورة وأعدم زعماءها.
في أواخر مايو جازفت السفينة سنتياجو بالانطلاق لاكتشاف بحار الجنوب، إلا
أنها تحطمت وأمكن إنقاذ طاقمها، لم تستطع السفن الباقية الانطلاق إلى أن
بلغ شهر أغسطس نهايته فقبل ذلك أجبرت الرياح القوية السفن على إلقاء
مراسيها عند مصب نهر سنتا كروز، بعدها سارت السفن ببطء وحذر وشاهد أعضاؤها
بوغازا ضيقاً داخل البحر فأرسل ماجلان سفينتين لاكتشافه وعاد الرجال بأنباء
طال انتظارها، فالبوغاز بدأ يشق اليابسة نصفين. أبحرت السفن الأربع عبر
الممر لكن الرجال كانوا خائفين فالجو كان عاصفاً والمضيق كان محاطاً
بالصخور شديدة الانحدار، كانت تلك الصخور تضاء ليلاً بالنيران المنبعثة من
معسكرات الهنود الحمر، لذلك أطلق رجال ماجلان على تلك الأرض أرض النار.
في 28 / 11 / 1520 وصل ماجلان ورجاله الطريق إلى نهاية المضيق الذي أطلق
عليه اسم (مضيق ماجلان) وقد أبصروا محيطاً لا نهاية له، وكانت مياهه هادئة
فأطلقوا عليه اسم المحيط الهادي.
وصل البحارة إلى مجموعة جزر تعرف اليوم باسم (جزر مارياناس) فحصلوا على
الطعام والماء، ثم تابعوا الإبحار حتى بلغوا جزر الفلبين، فرحب زعيم جزيرة
سيبو بالقادمين وأخبر ماجلان أنهم حال حرب مع جزيرة (ماكتان) المجاورة فوعد
ماجلان بمساعدته وقاد بحارته مهاجماً لكنه قتل في المعركة دون أن يعرف أنه
قاد أول سفينة تدور حول العالم.
انطلقت سفن ماجلان تجاه جزر البهار متجاوزة رأس الرجاء الصالح فبلغت جزر
الرأس الأخضر وتخلف بها عدد من الرجال بسبب الجوع والإعياء فوقعوا في أيدي
البرتغاليين الذين لا يرغبون أن يبلغ الأسبان هدفهم.
في السادس من سبتمبر 1522 دخلت السفن ميناء سان لوكار دي باراميدا وهو الميناء الذي انطلقوا منه قبل ثلاثة أعوام.
كانت نتائج الرحلة أنه تأكد للعالم أن الأرض كروية الشكل، كما اكتشف أراض جديدة ومحيطات كانت من قبل مجهولة.