بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد

أما بعد

مراتب القراءة



لاشك أن سرعة الفم الإنساني فى التلاوة ممكن أن تتغير من بطيئ إلى أسرع إلى أسرع

فالذى تضبطه الأذن البشرية من تلك السرعات الكثيرة جدا

ثلاثة أنواع

تستطيع الأذن البشرية تضبطها تماما أى تدركها

و هى البطئ فى التلاوة و السرعة فى التلاوة و التوسط بين البطئ وبين السرعة

تماما كما أن العين البشرية تدرك مثلا اللون الاحمر

و الآن يقولون فى الكمبيوتر ممكن إخراج عشرة آلاف لون كلها اسمها لون احمر

و تختلف عن بعضها بدرجات ضئيلة جدا

لكن العين البشرية تدرك منها ثلاث درجات

أحمر

و احمر غامق

و احمر فاتح

أزرق

أزرق فاتح

أزرق غامق

كذلك الأذن البشرية

سرعة القراءة لا تنتهى

لو آتينا بآلاتٍ دقيقة

السرعات كثيرة جدا

لكن الذى تدركه الأذن

أن هذه القراءةسريعة

أن هذه القراءة بطيئة

أن هذه القراءة متوسطة لا هى سريعة جدا و لا هى بطيئة جدا

أطلق العلماء على سرعة القراءة البطيئة

اسم

التحقيق

بمعنى

الهدوء و التوؤدة فى إخراج الحروف

البطئ

قراءة الشيخ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بطئ و تؤدة



و أطلقوا على السرعة الكبيرة للقراءة

اسم

الحدر

حدر فلان أى أسرع

قراءة الشيخ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



و أطلقوا على عدم السرعة و على عدم البطئ

اسم

التدوير

رسم توضيحى لانواع القراءة

نلاحظ على الشاشة مراتب سرعات القراءة القرانية

أولا عندنا

التحقيق : و هو و هو البطء من غير تمطيط

و المرتبة الثانية

التدوير : تعنى التوسط فى القراءة

و المرتبة الثالثة و الأخيرة

هى الحدر :أى السرعة من غير دمج

أى دمج للحروف



إذاً أنا لما أقرأ القران الكريم بتؤتد و هدوء ممكن أن أمط الحروف زيادة عن حدها

يعنى ممكن أنا أقرأ أقول :

قراءة الشيخ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

هذا صار اسمه

التمطيط

يعنى توليد حروف المد من الحركات

كما نعلم فى الحروف العربية عندنا ثلاث حركات

الفتحة و الضمة و الكسرة

الفتحة لها زمن إن زاد تولد منها ألف

و الضمة لها زمن إن زاد تولد منها واو

قراءة الشيخ

و لقد كُنتم
كونتم

هذه المطة الزائدة ولدت من ضمة الكاف واوا

أى زادت حرفا فى التلاوة
و هذا خطأشنيع

قراءة الشيخ

إين الذين

نسمع كثير من إخواننا يمط كسرة الهمزة من إن زيادة فيتولد منها ياء

إذاً هذا الأمر اسمه

التمطيط

يخشى على من يقرأبالتحقيق منه

يعنى

إذاً لما نقرأ بالهدوء و التؤدة أى بالتحقيق

علينا أن ننتبه ألا نمط الحروف زيادة و الحركات أى الفتحات و الضمات و الكسرات زيادة عن زمنها الذى تستحقه حتى لا يتولد من ذلك الفات و واوات و ياءات أى حروف مد

إذاً التحقيق فى التحقيق ألا يتجاوز الحد فى التحقيق


أما الحدر الذى هو السرعة أيضا

يخشى منه من شئ و هو

دمج الحروف

أى إدخال الحروف

يعنى إذا الأراد الإنسان أن يقرأ بسرعة بقصد الثواب أو بقصد السرعة يريد أن يراجع فهو يحفظ القران و يريد أن يراجع فى اليوم ثلاث أجزاء أو أربع أجزاء و الوقت عنده ضيق

نعم لكن لابد من الإتيان بالحروف على حقها

يعنى لا يصح :

قراءة الشيخ

و لقد جعنا

جعنّا

جعنا

ماذا فعل هذا الذى قال كذلك

أدخل اللام فى النون

جعنا

بدل من أن يقول

قراءة الشيخ

جعلنا

فلم تظهر اللام

انتبهنا

و فى الفاتحة

قراءة الشيخ

صراط الذينعمت

أين الهمزة فى أنعمت

قراءة الشيخ الصحيحة

صراط الذين أنعمت

فلازم من بيان كل حرف على حدا

إذاً الذى يقرأ بسرعة فى القرآن الكريم لا باس بذلك بشرط أن تسلم القراءة من شئ اسمه

الدمج

الدمج بمعنى إدخال الحروف ببعضها و أكل بعض الحروف و إنقاص بعض الحروف



التدوير

هو

تلاوة القرآن بتوسط لا بسرعة كالحدر و لا ببطء كالتحقيق

هذه سرعات القراءة الثلاثة



هنا يأتى سؤال

هل الثلاثة من الترتيل

أم الترتيل ببعض هذه الاقسام الثلاثة دون بعض

؟؟؟

الله عز و جل قال " و رتل القرآن ترتيلا"

و رتل كما نعلم فعل أمر

نحن مأمورون بترتيل القرآن

الترتيل فى اللغة العربية مأخوذ من قول العرب

ثغر مرتل

ثغر يعنى فم

تقول العرب ذلك عن الفم إذا كان أسنانه مصفوفة إلى جانب بعضها سنا سنا ليس هناك سن يركب على سن أو يخفى خلفه جزء من السن الأخر بل كل سن على حدى و كانت العرب تعتبر ذلك مزية فى الفم

يقولون ثغر مرتل

و أيضا نحن أيضا نسمع فى العامية

الطابور

يقول قف رتلا أحاديا أو ثنائيا

فالرتل

هو أن يقف الطالب خلف الطالب بحيث يكون كل واحد منتظم إلى جنب إخوانه

فرتل القرآن

قيل فى معناها أنبذ القرآن حرفا حرفا

أنبذه يعنى أخرجه

حرفا حرفا

بمعنى

لو بحث القارئ فى بسم الله الرحمن الرحيم

عن الباء يسمعها

عن السين يسمعها

عن الميم يسمعها

و هكذا

إذاً ترتيل القران هو بيان حروفه

فنحن مأمورون ببيان حروف القرآن سواء

أسرعنا فى التلاوة

أى حدرنا

أو دورنا فى القراءة

أى توسطنا

أو حققنا فى التلاوة

أى بطئنا

فكلمة الترتيل كلمة تعم سرعات القراءة الثلاثة

من حقق التلاوة فلابد له من أن يرتل

و من دور التلاوة لابد له من أن يرتل

و من حدر التلاوة لابد له من أن يرتل

فالترتيل هو إخراج كل حرف على حدى

صورة توضيحية

و على الشاشة مكتوب

الترتيل :

هو تجويد الحروف و معرفة الوقوف .

فهذا الأمر الذى هو الترتيل أمر مطلوب مهما كانت سرعة التلاوة

و الله أعلم

طرح رائع وطيب ... ومفيد جداااا
يسلموو غاليتي
تميزت وتعودنا ان نرى مميزكِ
تقبلي مروري المتواضع
دمتم بكل ود وسعادة
الباشا