+----
-كافالونيا الساحرة.. جزيرة كاريبية غرب اليونان
كانت مسرحا لفيلم «كابتن كوريليس ماندولين»كافالونيا من أكثر الجزر اليونانية شهرة واستقطابا للزوار والسياح إلى جانب كورفو وسانتوريني وميكونوس وكريت.
وهي
أكبر الجزر التابعة لمجموعة الجزر الأيونية الجبلية الخضراء والحالمة التي
تقع غرب اليونان وفي البحر الايوني (جنوب جزيرة كورفو الشهيرة).
وفضلا
عن شهرتها السياحية بسبب جبالها الخضراء الوعرة ومياهها الصافية وخيراتها
الطبيعية الجمة، هذه الجزيرة (حوالي 850 كلم مربع) من أكثر المناطق في
اليونان نموا للسكان إذ تبلغ النسبة السنوية منذ التسعينات حوالي 40 في
المائة
ويعيش ثلث سكان الجزيرة الذي يبلغ تعدادهم حوالي 60 ألف نسمة حاليا في العاصمة أرغوستولي والباقي حول بلدة ليكسوري والمناطق الأخرى.
وقد أخذت أرغوستولي مكان العاصمة القديمة اغيوس جورجيوس التي كانت تسمى كاسترو أيضا.
ومع
هذا فإن مرفأها كان من أهم المرافئ في اليونان منذ القرن التاسع عشر، إذ
أنه قريب جدا من إيطاليا وبقية مناطق المتوسط التجارية الهامة منذ عصر
النهضة.
ومن المعروف أن الجزيرة تمر في خط للهزات الأرضية (خط التقاء الخط الأوروبي بالخط الايجي) تعرضت عدة مرت للهزات وخصوصا في الخمسينات.
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.وتعرضت الجزيرة خلال السنوات العشر الماضية إلى أكثر من أربع هزات هامة وخطيرة.
وقد
ذاع صيت الجزيرة الخلابة التي تشبه أحيانا الجزر الكاريبية في التسعينات
بسبب رواية الكاتب البريطاني لويس دي برنييرس التي تحولت إلى فيلم معروف
لاحقا.
وتتحدث الرواية عن قصة حب رائعة أيام الحرب العالمية الثانية وأيام وجود الجيشين الإيطالي والألماني.
وقد صورت مشاهد الفيلم في بلدة فارسة القريبة من العاصمة.
ومنذ
ذلك الوقت يقصد الكثير من الأوروبيين الجزيرة القريبة من إيطاليا وألبانيا
والوطن الأم نفسه، وخصوصا الشباب الرومانسيين الباحثين عن عالم مختلف
ورائع ذي نكهة يونانية قديمة.
ولأنها جبلية في معظمها، فهي غنية بالأخشاب وتتعرض أحراجها خلال فصل الصيف إلى الحرائق.
وتكثر في الجزيرة أشجار الزيتون وحقول الخضار والماعز.
ويمكن
التنقل من الجزيرة إلى الجزر الأخرى وبقية مناطق اليونان عبر 5 مرافئ كبرى
وصغرى، وأهمها مرفأ العاصمة أرغوستولي في الغرب، ومرفأ سامي وليكسوري
وفيسكاردو في الشمال.
وجميع هذه المرافئ تصل بالمرافئ التي تصل بدورها بالعاصمة أثينا ومدينة بيترا القريبة وإيطاليا وألبانيا وجزيرة كورفو.
وأهم
بلدات الجزيرة الرائعة والمرغوبة من جميع أنواع السياح وخصوصا الأوروبيين،
العاصمة أرغوستولي وبلدة ليكسوري (أهم بلدات شبه جزيرة باليكي ـ Paliki)
التي ترتبط بالعائلة المالكة في اليونان ويعود تاريخها إلى القرن السادس
عشر.
ولا يمكن أن ننسى بلدة سامي الثالثة في الأهمية بسبب مرفأها
الكبير على الساحل الشرقي. أضف إلى ذلك بلدة ايريسوس على آخر نقطة شمال
الجزيرة.
وتعرف البلدة بمرفأي آسوس وفيسكاردو.
وهناك أيضا بلدات أخرى جبلية وفي بعض الوديان الخلابة مثل ايليوس ـ برونوي وليفاثوس واومالا.
ومن
جبال الجزيرة الشهيرة جبل ايونوس وهو الأعلى (1600 متر عن سطح البحر) الذي
يمكن من خلاله رؤية جزر زانتي وليفكادا وإيثاكا وبلدات ارغوستولي وكليني
ومناظر خلابة لعشرات الأميال من البحر الهادئ الذي لا يعكر صفوه سوى ألوان
المراكب والسفن الكبيرة الحابلة بالسياح.
وهذا الجبل عبارة عن محمية
طبيعية، رغم أنه صخري ووعر وصعب في معظمه. وعلى رأس الجبل يمكن العثور على
أهم معالم الجزيرة الطبيعية، وهو كهف دروغاراتي، وهناك جبال بليكي
وغيرانيا واغيا ديناتي.
وتضم هذه الجزيرة الخلابة عددا من المتاحف، مثل متحف كورغيالينيوس في العاصمة، ومتحف كوسميتاتوس أيضا ومتحف الآثار.
وللباحثين
عن العزلة والمناطق القديمة والبعيدة والعالية هناك عدد من الأديرة
الممتازة مثل دير «ايغيا باناغيا» في ماركوبولو في الجهة الجنوبية الشرقية
من الجزيرة.
وهناك دير آخر مهم بين العاصمة ارغوستولي وميكاتا محاط بالجبال، أضف إلى ذلك دير اغيوس غيراسيموس.
يطلق على الجزيرة بالإنجليزية اسم كافالونيا الذي يعود إلى اليونانية القديمة كافالونيا.
وكان
أهل إيطاليا ومدينة البندقية يطلقون عليها نفس الاسم، وهو اسم لشخصية
خرافية يونانية تدعى سيفالوس، ويقول البعض إن الاسم يعني في اليونانية
«جزيرة برأس» الذي يشير إلى شكل الجزيرة، لأن الاسم نفسه يعني في اليونانية
«رأس».
تاريخيا، تقول الخرافة إن سيفالوس وهو شخصية خرافية كما سبق
وذكرنا لجأ من أثينا العاصمة إلى الجزيرة قبل أن يطرد سكانها الأصليين
الذين كان يطلق عليهم اسم «التافيانيين».
وبالطبع كالكثير من جزر ومناطق البحر الأيوني، يقال إن الجزيرة كانت مسقط رأس الشاعر الإغريقي هومر وإن الجزيرة مذكورة في الأوديسة.
وفي العصور الوسطى، كانت الجزيرة تحت سيطرة الطليان، وبشكل خاص أهل مدينة نابوليو لاحقا أهل البندقية أيام العز.
وبين
القرنين السابع عشر والتاسع عشر كانت الجزيرة أهم مصدر للأخشاب في العالم
والمناطق المحيطة في المتوسط، ولذا تمكنت الجزيرة مع الوقت من بناء أسطول
بحري يعتد به، ولذا عرفت الجزيرة منذ زمن طويل بصناعة السفن.
وبعد
الحكم الفرنسي والتركي لاحقا مع وصاية روسيا وقعت الجزيرة تحت السيطرة
البريطانية بداية القرن التاسع عشر حتى استقلال اليونان الحديث.
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.شواطئ كافالونيا
* هناك الكثير من الشواطئ الجميلة في كافالونيا،
إلا أن شاطئ ميرتوس (Myrtos Beach)
ـ في منطقة بيلاروس (Pylaros) وبالتحديد بين جبلي
اغيا
ديناتي (Agia Dynati) وكالو أوروس (Kalo Oros) (في المناطق الوسطى
الشمالية القريبة من بلدة آسوس شمال ارغوستولي) من أجملها وأهمها.
وهذا
الشاطئ أيضا أحد أفضل 12 شاطئ في اليونان قاطبة ومجموعة الجزر الأيونية،
وحاز على الكثير من الجوائز وهو يحوز على المرتبة العاشرة عالميا، بسبب
موقعه وألوان مياهه الساحرة والمتنوعة.
وتتدرج ألوان المياه الصافية
والرائعة من الأزرق السماوي إلى الأزرق الداكن والأزرق المائل إلى الخضار
إلى التركوازي، وفي الليل بالإضافة إلى الأسود والأزرق الداكن، تنتشر
الألوان الحمراء والبرتقالية والصفراء والليلكية على مد النظر.
وتعود
المواصفات الساحرة للشاطئ وشكله الجميل إلى حركة الأمواج وعوامل التعرية
وغيرها من العوامل الطبيعية، وخصوصا أنه محاط بالصخور الجبلية الرخامية.
ولذا
يتم العثور فيه على مختلف أحجام الحصى البيضاء والملونة أحيانا. ولأن
الشاطئ يستقطب آلاف السياح خلال فصل الصيف، فهناك الكثير من الخدمات
والمطاعم والمقاهي ووسائل الراحة الساحلية.
وعادة ما يلقي السياح نظرة على الشاطئ من قمة المنحدر.
ويعتبر هذا المشهد من المشاهد الكلاسيكية في عالم السياحة اليوناني.
وبالإضافة
إلى ميرتوس هناك شاطئ انتي ساموس (Antisamos) الذي يعتبر أيضا من أجمل
شواطئ المجموعة الأيونية منذ سنوات لجماله الطبيعي ورماله الذهبية وصفاء
مائه التركوازية.
ويقع الشاطئ الرائع بين بلدة سامي ودير «اغريليون» (Agrilion) المعروف والمقابل على سلسلة من الجبال الخضراء الطويلة.
وهذا الشاطئ أيضا من الشواطئ التي يمكن العثور فيها على الكثير من الخدمات اليومية (مشارب ومآكل ومراحض ومقاعد وغيره).
وللسياح الباحثين عن النوعية والأناقة، يعد هذا الشاطئ مكانا مثاليا للسباحة.
ولمحبي الشواطئ الصخرية هناك شاطئ فوكي (Foki) الذي يتمتع بشعبية كبيرة لصغره وكثرة صخوره وأشجاره ومياهه النقية والصافية.
وهذا الشاطئ الخلاب قريب جدا من بلدة فيسكاردو (Fiscardo) المزدحمة.
وفي
جنوب الجزيرة لا بد من زيارة شاطئ بيسادا (Pessada) الذي يعتبر أيضا من
الشواطئ الممتازة لتنوعه وسعته وقربه من ميناء البلدة التي يحمل اسمها
وكنيسة استرافرومينوس (Estravromenos) التاريخية.
ومن الشواطئ الهامة أيضا:
شاطئ «أميس» (Ammes) في الجهة الجنوبية الغربية من الجزيرة،
وشاطئ «سكالا» (Skala)
وشاطئ «ترابيزاكي» (Trapezaki).