إن بعض الناس يحملون أنفسهم ما لم يكلفهم الله تعالى به؛ جلباً للنتائج وتطلعاً إلى الغايات، وربما قفزوا ووثبوا في ظل تطلعاتهم فوق كثير من الأسباب والوسائل الواجبة عليهم

فتجد بعض الناس يضعون تطلعات وأهدافاً لكنها بعيدة بالنسبة للواقع ولأنها كذلك فقد يسقطون في منتصف الطريق..

في حين أن هناك واجبات لا يشك ولا يختلف اثنان في وجوبها على كل من ينتظم في سلك هذه الدعوة.

من هذه الواجبات:

تزكية المرء نفسه

بمعنى أن يوجه هذه الدعوة قبل كل شيء إلى نفسه قبل أن يخاطب بها الآخرين؛ لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج..

وشواهد ذلك كثيرة في الكتاب والسنة، قال تعالى:

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ

[البقرة:44]

وقال تعالى:

وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ

[هود:88]

ومن تلك الواجبات:

مراقبة الدعاة لبيوتهم

والقيام بدقة على إصلاح حال الأهل والأولاد، وإشاعة ذكر الله وعبادته بين أفراد الأسرة وهذا واجب، فهل تنتظر غيرك ليقوم به؟!

كما قال عليه الصلاة والسلام:

(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)

فإذا صدق أهل كل أسرة الإسلام واستقاموا عليه، ثم فعلوا ذلك مع أهليهم يكافئهم الله تبارك وتعالى بالتمكين...

لأن هذا اجتهاد في تغيير النفس واجتهاد في تحقيق الشرط الذي شرطه الله تعالى فقال عزمن قائل:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

[النور:55].

وقال أيضاً:

وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ

[القصص:5]

فالتمكين في الأرض مكافأة على الاستقامة على طريق الله تبارك وتعالى

فهي منة من الله تعالى ومكافأة منه عزّ وجل.