تهنئة وترحيب إلى الحجاج الكرام :
يتحدث هذا الموضوع عن بعض أحكام
و معاني الحج بشيءٍ من التفصيل فإن كنت تبحث عن عرضٍ سريع و مبسط
لهذه الأحكام فننصحك بزيارة هذا الرابط المشوّق و المفيد ، فإن وجدت حاجةً
للمزيد فأهلاً بك و تفضل بقراءة هذا الموضوع .
لا تهنئة أعظم ولا أجل ولا أكمل من قوله صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا
البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، والحج المبرور ليس
له جزاء إلا الجنة)). وهذا في الصحيحين.
فلْيَهْنِ الوافدين لبيت الله
ما وُعِدوا به من مغفرة الذنوب، وستر العيوب، ولْيَهْنِهم ما رُتِّبَ على
الحج المبرور من هذا الجزاء الجزيل، ورضَى الربِّ الجليل.
لِيَهْنِهم
ما تضمَّنه هذا النسك العظيم من الخير والفضل الجسيم، وما فيه من التمتع
والتعبد في تلك المشاعر الكريمة والمواقف، وما احتوت عليه هذه العبادة من
الأسرار والحكم واللطائف.
أليس الإحرام، ونزع اللباس المعتاد، ورفض المخيط عنواناً على الخضوع والخشوع للرب المحيط؟
أليس
تكرار التلبية في تضاعيف النسك، وجميع أوقاته برهاناً على ملازمة العبد
طاعة ربه في حركاته وسكناته، وأنه فقير إليه، مضطر إلى رحمته في مهماته
وجميع حاجاته؟
يقول بلسان حاله ومقاله: (يا
رب دعوتني على لسان خليلك ونبيك محمد، فأجبتك، وناديتني لمحض مصلحتي
بمنتك وفضلك فلبيتك، كُلِّي لك؛ باطني وظاهري، عمري، وبشري، ومخي وعظمي،
طالما وقعت في الذنوب والغفلات، وأعرضت عن سيدي وحبيبي مقبلاً على الأغراض
والشهوات.
. . . فالآن
تبت إليك من الهفوات، وأنبت إليك، طامعاً في عفوك عن المجرمين والعصاة،
راجياً من كرمك أن تجيب دعوتي، وأن تقبل معذرتي، وافداً على بيتك وحرمك،
طامعاً في خيرك وبِرِّك وكرمك، لئن رددتني من يؤويني، ولئن أقصيتني فمن
يقربني ويدنيني، لا مانع لما أعطيت، ولا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، ولا
معول لي إلا عليك.
أما الطواف
بالبيت وبالمروة والصفا فبرهان والتزام التردد والتقلب في طاعة المولى،
وفي ذلك اقتداء وتذكر للمصطفين من أنبيائه وأصفيائه، وأنهم حين تملَّقوا
لله في هذه المواطن الشريفة غمرهم من جوده وكرمه ونعمائه في تنقلهم من
عرفات إلى مزدلفة، ومنها إلى مشاعر منى. ورمي الجمرات دليل وبرهان على
خضوعهم في خدمة الرب الجليل، وتزودهم من أسباب التعبدات والخير الجزيل.
هنالك تسكب
العبرات وتضج الخليقة بالدعوات المستجابات، وينيلهم الكريم بأفضل الهبات
وأكمل الكرامات، وهنالك تنكسر النفوس وتخشع، وتهيبب القلوب إلى ربها
وتخضع.
مواقف
يهون النصب والتعب متى وصل العبد إليها، ومشاعر تهوى قلوب الموفقين
إليها، وكرامات وخيرات تأتي فاز بالخير والسعادة من نالها، ولمثلها فليعمل
العاملون، ولتلك العرصات الفاضلة فليتنافس المتنافسون.
لهذه الفضائل العظيمة تُشدُّ الرحال، ولمثلها يسهل إنفاق نفائس الأموال، مع أن الله قد وعد بالخلف العاجل وحسن الثواب في المآل.
هنيئاً
لكم أيها الوافدون لزيارة البيت العتيق، القادمون من كل فجٍّ عميق. لقد
وجب أجركم على الله، وحقَّ احترامكم وإكرامكم على عباد الله.
دليل الحاج والمعتمر و زائر مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم :
(الحَجُّ
أَشْهُرٌ مَعْلوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ
فُسُوقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ، وَمَا تَفْعَلوا مِنْ خَيْر يَعْلَمْهُ
اللهُ، وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقوى،
وَاتَّقُونِ يا
أُولي الاَلْبابِ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً
مِنْ رَبِّكُم، فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفات فَاذْكُروا اللهَ عِنْدَ
المَشْعَرِ الحَرَامِ، وَاذْكُروهُ كما هَدَاكُم وَإِنْ كُنْتُم مِنْ
قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين *
ثُمَّ أَفيضُوا
مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِروا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ
رَحيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُم فَاذْكُروا الله كَذِكْرِكُم
آباءَكُمْ أَو أَشَدَّ ذِكْراً ،
فَمِنَ النَّاسِ
مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنا في الدُّنيا وَما لَهُ في الاخِرَةِ مِن
خَلاق * وَمِنْهُم مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيا حَسَنَةً
وَفي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *
أُوْلـئِكَ
لَهُم نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا واللهُ سَريعُ الحِسابِ * واذْكُروا اللهَ
في أَيَّام مَعْدودات، فَمَنْ تَعَجَّلَ في يَوْمَينِ فَلاَ إِثْمَ
عَلَيْه، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَن اتَّقى، وَاتَّقُوا
اللهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّكُم إِلَيْهِ تُحْشَرُون ).
(سورة البقرة/ 197 ـ 203)
الأنساك ثلاثة : التمتع، والقِرَان، والإفراد.
نبدأ بالتمتّع و من خلاله نشرح مناسك الحج التي تشترك بها جميع المناسك و من ثم نشير في النهاية إلى الفروق بينها :
* التمتع: هو الإحرام بالعمرة في أشهر الحج*(من أول شهر شوال إلى طلوع فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة)
و التمتع معناه أن يحرم بالعمرة من ميقات بلده ويفرغ منها ثم يحرم للحج من مكة ، و عليه هديٌ يذبحه .
وسمي متمتعاً لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بين العمرة والحج من الثياب, والطيب, والنساء...
المخطط المنطقي للحاج المتمتع
قبل الثامن من ذي الحجة
الإحرام بالعمرة من الميقات والتلبية بعد ذلك
قبل الثامن من ذي الحجة
طواف العمرة
ركعتا الطواف
الملتزم- زمزم
سعي العمرة
الحلق أو التقصير وبه التحلل من الإحرام
قبل الثامن من ذي الحجة
يبقى في مكة غير محرم حتى الثامن من ذي الحجة
الثامن من ذي الحجة
يحرم للحج من المسجد الحرام
ينطلق إلى منى بعد صلاة الفجر
يصلي بها الظهر – العصر – المغرب – العشاء وفجر اليوم التاسع
التاسع من ذي الحجة
الانطلاق إلى عرفات بعد صلاة الفجر
الوصول إلى عرفات
صلاة الظهر والعصر جمع تقديم بوقت الظهر
الإكثار من الذكر والدعاء حتى غروب الشمس
الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة بعد الغروب
صلاة المغرب والعشاء بمزدلفة جمع تأخير بوقت العشاء
العاشر من ذي الحجة
السير إلى منى بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس
رمي جمرة العقبة
الذبح (ذبح الهدي)
الحلق أو التقصير
طواف الإفاضة
السعي
العودة إلى مِنى للمبيت
من 11 - 13 ذي الحجة
رمي الجمرات الثلاث (الصغرى – الوسطى – الكبرى)
العودة إلى مكة لطواف الوداع - نهاية الحج
الإحرام:
الإحرام هو نية وتلبية.
و يكون من الميقات أو قبله بقليل زيادة في الاطمئنان.
فإذا أراد الحاج أن يحرم يستحب له أن:
يقص شعره أو يحلقه على حسب عادته من قبل.
يقص أظفاره ويزيل عانته.
يغتسل ويتوضأ.
يلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل.
يتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة.
ثم ينوي العمرة بالقلب ولا بأس أن يقول بلسانه:
اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي و تقبلها مني، نويت العمرة و أحرمت بها لله تعالى فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
ثم يلبي الحاج بأن يقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)
ويكررها ثلاث مرات، ويختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم),
يكرر الحاج التلبية كلما صعد شرفاً أو هبط وادياً أو ركب سيارة أو نزل
منها و عند لقاء الأصدقاء و المعارف و أدبار الصلوات.
محرمات الإحرام:
الرفث: وهو الجماع ودواعيه مما يكون بين الرجل وامرأته من التقبيل والمداعبة ونحوهما.
الفسوق: وهو الخروج عن الطاعة.
الجدال: أن يجادل رفيقه أو أياً كان حتى يغضبه و كذلك المنازعة والسباب.
لبس الملابس المخيطة (للرجل).
قص الشعر.
الطيب (أي وضع أي شيء ذي رائحة عطرة).
قص الأظافر.
تغطية الرأس للرجل.
الصيد.
قطع الشجر.
لبس الجوارب و الحذاء العادي ولكن يجوز لبس أي حذاء يظهر فيه مشط القدم.
تغطية الوجه والقدمين أثناء النوم.
مباحات الإحرام:
الاغتسال
بقصد الطهارة أو النظافة, أو للتبرد لكن بدون استعمال ما فيه طيب كالصابون
المعطر, أو الشامبو المعطر, أو حتى معجون الأسنان المعطر.
قلع الضرس.
تجبير الكسر.
حك الرأس أو الجسم، ولكن برفق حتى لا يسقط شيء من شعره فإذا سقط شيء فعليه صدقة.
يجوز لبس النعلين والخاتم والنظارة وسماعة الأذن وساعة اليد والحزام والمحفظة التي يحفظ بها المال والأوراق.
يجوز تغيير ثياب الإحرام وتنظيفها، ولكن يكره تنزيهاً.
ميقات الإحرام المكاني
أي المكان الذي لايجوز لقاصد دخول مكة المكرمة أن يتجاوزه
إلا محرماً، ولكل أهل جهة ميقات يحرمون منه.
ميقات أهل المدينة: ذو الحليفة وتعرف باسم (آبار علي)
ميقات أهل الشام: الجحفة (رابغ)
ميقات أهل العراق: ذات عِرق
ميقات أهل اليمن: يلملم.
و من أراد العمرة و هو في مكة يخرج إلى التنعيم (مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها) ويحرم من هناك.
دخول مكة:
حين يدنو من مكة يقول:
(اللهم هذا حرمك و أمنك، فحرمني على النار، وأمني من عذابك يوم تبعث عبادك, واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك).
وبعد دخول مكة يقول:
(اللهم البلد
بلدك, والبيت بيتك, جئت أطلب رحمتك, وأؤم طاعتك متبعاً لأمرك, أسألك مسألة
المضطر إليك، المشفق من عذابك أن تستقبلني بعفوك, وأن تتجاوز عني برحمتك,
وأن تدخلني جنتك).
ثم يصلي على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
دخول المسجد الحرام:
يستحب الدخول من باب السلام.
يدخل برجله اليمنى و يصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول:
(اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)
(اللهم هذا حرمك وموضع أمنك فحرم لحمي وبشري ودمي ومخي وعظامي على النار).
حين مشاهدة الكعبة يهلل ويكبر لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاث مرات ويرفع يديه ويدعو فإن الدعاء عند رؤية الكعبة مجاب:
(اللهم اجعلني مجاب الدعوة في الخير)
(أعوذ برب البيت من الدين والفقر ومن ضيق الصدر وعذاب القبر)
(اللهم إني أسألك أن تغفر لي وترحمني وتفك رقبتي من النار).
أو يدعو بما يحتاج من الله تعالى ويصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول:
(اللهم زِد هذا
البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو
اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبرا, اللهم أنت السلام ومنك
السلام فحينا ربنا بالسلام).
الطواف:
يستحب في بداية الطواف أن يستقبل الكعبة بحيث يكون الحجر الأسود عن
يمينه ثم ينتقل ليستقبل الحجر و ينوي الطواف (طواف العمرة أو طواف القدوم).
يبدأ من خط المرمر البني ويقول:
(بسم الله والله أكبر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك وإتباعاً لسنة نبيك).
يستلم الحجر ويقبله إن أمكن ذلك.
إذا تعذر تقبيله يلمسه بيده اليمنى (استلام) ويقبل يده.
إذا تعذر ذلك يقف بمواجهة الحجر الأسود ويشير إليه بيديه مرة واحدة فقط ويقول بسم الله والله أكبر ثم يبدأ الطواف.
كيفية الإشارة (أن يرفع يديه بمحاذاة منكبيه ويجعل باطنهما نحو الحجر الأسود ويشير بهما مرة واحدة فقط)
والطواف عبارة عن سبعة أشواط, ويسن الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى والاضطباع في كل الأشواط لكل طواف وراءه سعي.
(الرمل والاضطباع للرجل فقط)، وذلك في الطواف الذي بعده سعي فقط. فإذا انتهى من الطواف غطى كتفيه.
يقول عند باب الكعبة:
(اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وهذا مقام العائذ بك).
يقول عند الركن العراقي:
(اللهم إني أعوذ بك من الشك و الشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في المال والأهل والولد).
كيفية الاضطباعيقول بين الركن الشامي واليماني:
(اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعملاً مقبولاً وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور).
ويستحب أن
يستلم الركن اليماني كلما مر عليه في الطواف وذلك بأن يمس الركن بكفيه أو
بيمينه وإذا عجز عن ذلك تنوب الإشارة إليه، ويستحب الدعاء عند الركن
اليماني فإنه مستجاب، حيث هناك سبعون ألف ملك يقولون آمين.
يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود:
(رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفاقة ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة).
ويكثر في الأشواط الثلاثة من قوله اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكورا.
يقول في الأربعة الباقية: (اللهم اغفر وارحم واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم).
ويكثر من الدعاء بما فيه خير الدنيا و الآخرة.
في ختام الطواف يستلم الحجر أو يشير إليه بكفيه وفي كل مرة يمر من أمامه أثناء الطواف.
ركعتا الطواف:
بعد
الانتهاء من الطواف يصلي ركعتي الطواف خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولو في آخر الحرم أو في أي مكان في الحرم جائز في حال الزحام.
يقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون.... وفي الثانية قل هو الله آحد....بعد الفاتحة.
يقول الله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مُصَلَّى)
يدعو بعد الصلاة: (اللهم إنك دعوت عبادك إلى بيتك, وقد جئت طالباً رحمتك,
ومبتغياً رضوانك, وأنت مننت علي بذلك, فاغفر لي, إنك على كل شيء قدير)
و عن النبي (صلى الله عليه وسلم), (الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله أباح
فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير). وعليه يشترط في الطواف الطهارة من
الحدث الأكبر والأصغر وستر العورة.
** في حال انقطاع الطواف للصلاة أولتجديد الوضوء، يكمل الطواف من بداية الشوط الذي كان فيه.**
الملتزم:
ثم بعد ذلك يأتي الملتزم ويدعو عنده
والدعاء عند الملتزم مستجاب.
ماء زمزم:
ثم بعد ذلك
يستحب أن يأتي زمزم فيشرب ويتضلع ويقول عند شربه: (اللهم بلغني أن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ماء زمزم لما شرب له)
وإني أشربه وأدعو: (اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء).
(اللهم أدخلني الجنة بغير عذاب ولا حساب وارزقني مرافقة نبيك وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في الفردوس الأعلى).
ويدعو بما يحتاجه من الله تعالى ويصلي على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
السعي بين الصفا و المروة-سعي العمرة- :
يصعد إلى الصفا بحيث يرى الكعبة (إذا أمكن) من باب الصفا ويقول حين الصعود:
(إِنَّ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ
تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم).
ثم يقول:
(الله أكبر الله
أكبر، الله أكبر و لله الحمد، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما
أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت،
بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر
عبده، وأعز جنده، و هزم الأحزاب و حده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا
إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم إنك قلت: ادعوني استجب لكم,
وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني
حتى تتوفاني وأنا مسلم) ثلاث مرات ، وإن اقتصرت على بعض ذلك فلا حرج .
ثم يصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويقول عند هبوطه من الصفا في كل شوط:
(اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار)
يُسن أن يهرول بين الميلين الأخضرين (للرجل فقط).
يدعو بين الميلين الأخضرين:
(ربنا
أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم،
واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك
الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
ثم يصل إلى المروة فهذا شوط واحد فيتم سبعة أشواط يبدأ أولها بالصفا وينتهي آخرها بالمروة.
عندما يقف عند المروة يقول (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ....)
ويقول نفس الأذكار والدعوات التي قالها عند الصفا، (يلبي الحاج في السعي، لا المعتمر).
بعد ختام الشوط السابع من السعي يستحب صلاة ركعتين, وفي الحرم أفضل.
ويستحب أن يجمع في السعي بين الأذكار والدعوات وما تيسر من القرآن الكريم.
ويقول بعد تمام السعي: (ربنا تقبل منا وعافنا واعف عنا وعلى طاعتك وشكرك أعنا).
- لا يشترط الاضطباع في السعي عند الحنفية (أما عند الشافعية فنعم)
- لا تشترط الطهارة لصحة السعي ولكن باعتبار أن المسعى أصبح داخل الحرم فيستحب ذلك.
- في حال انقطاع السعي بسبب الصلاة أو أي سبب آخر كان فيكمل السعي من حيث توقف
- في حال أراد
الحاج المتمتع أن يقدم سعي الحج على طواف الإفاضة فبإمكانه ذلك ويكون بأن
ينشئ طواف نفل بعد أن يحرم في الثامن من ذي الحجة ويسعى بعده سعي الحج.
التحلل من العمرة للمتمتع:
ويكون بحلق
الشعر أو بتقصيره قدر الأنملة (2سم) ثم يتحلل من الإحرام ويحل له كل شيء
حتى النساء, ما عدا الصيد و يبقى في مكة إلى يوم الثامن من ذي الحجة.
مدة البقاء في مكة حتى يوم الثامن من ذي الحجة:
خلال هذه المدة يستغلها الحاج بـ:
- كثرة الصلاة في المسجد الحرام (الصلاة بمائة ألف صلاة)
- يكثر من الطواف، لأن الطواف للآفاقي أفضل العبادات في المسجد الحرام.
عن رسول (صلى الله عليه وسلم) قال:
(من طاف بالبيت أسبوعا، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة).
وعنه (صلى الله عليه وسلم):
(ينزل الله كل يوم على حجاج بيته الحرام عشرين و مائة رحمة: ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين (إلى الكعبة)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/186
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
فعندما يطوف الحاج وينظر إلى الكعبة ُيحصل ثمانين رحمة.
وعنه (صلى الله عليه وسلم):
(من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
والمرة الواحدة سبعة أشواط، و بعد كل سبعة أشواط يجب أن يصلي ركعتين.
اليوم الأول: يوم الثامن من ذي الحجة
في صباح يوم التروية أي الثامن من ذي الحجة يحرم الحاج المتمتع من جديد ويصلي ركعتي الإحرام -و في استحبابها آراء- ويقول:
(اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبله مني، نويت الحج وأحرمت به لله تعالى فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني).
ويقول لبيك اللهم لبيك... ثلاث مرات، ويختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وإن أراد الحاج
المتمتع أن يقدم سعي الحج على طواف الإفاضة تخفيفاً على نفسه بعد رجوعه
من عرفات فعليه أن ينشئ طواف نفل، يضطبع في كل الأشواط ويرمل في الأشواط
الثلاثة الأولى ويسعى بعده سعي الحج.
الانطلاق إلى مِنى:
بعد صلاة الفجر
في مكة، يخرج الحجاج كلهم إلى مِنى بعد طلوع الشمس وصلاة الضحى فيمكث بها
إلى ما بعد شروق شمس يوم عرفة أي يصلي بمنى خمس صلوات و هي (الظهر – العصر
– المغرب – العشاء – وفجر اليوم التالي أي يوم التاسع من ذي الحجة)، وعند
التوجه إلى مِنى يقول:
اللهم إياك أرجو ولك أدعو فبلغني صالح أملي وأغفر لي وأمنن علي بما مننت به على أهل طاعتك، إنك على كل شيء قدير.
وفي مِنى يكثر الحاج من الأذكار والقول:
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
ويسن المكوث والصلاة في مسجد الخيف.
اليوم الثاني: يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة) :
بعد طلوع الشمس في يوم عرفة يتوجه الحاج من مِنى إلى عرفات ويقول في مسيره:
(اللهم إليك توجهت, ووجهَك الكريمَ أردت فاجعل ذنبي مغفوراً وحجي مبرورا,ً وارحمني إنك على كل شيء قدير).
ويكثر الحاج من التلبية وقراءة القرآن ومن قول ربنا آتنا في الدنيا حسنة.....، ويقف في عرفات.
وعرفات كلها موقف, ولكن أفضلها موقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند الصخرات الكبار في أسفل جبل الرحمة.
وإذا وقع بصره على جبل الرحمة يسبح الله ويكبره.
ويسن أن
يتوجه إلى مسجد نمرة لسماع الخطبة, ويصلي الظهر والعصر جمع تقديم بوقت
الظهر بآذان واحد وبإقامتين مع الإمام العام بدون أن يصلي السنن بينهما.
ويحاول جاهداً أن يكون حاضر القلب و يحاول جاهداً البكاء.
ويكثر من
الدعاء و التهليل وقراءة القرآن قائماً وقاعداً, ويخفض صوته في الدعاء,
ويلح في الدعاء, ويكرره ثلاثاً و يحرص على أن يكون مستقبل الكعبة المشرفة
وأن يفتح ويختم دعاءه بالتحميد والتمجيد والتسبيح لله والصلاة على النبي
(صلى الله عليه وسلم).
يسن للحاج أن يغتسل من أجل مناسك عرفة .
أدعية عرفة :
يفضل ما قاله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) و النبيُّون من قبله:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير.
يستحب الإكثار من هذه الصيغة (مئة مرة على الأقل).
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا,ً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
ربنا لا تؤاخذنا
إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من
قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعفُ عنا و اغفر لنا و ارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
اللهم أنت ربي
لا إله إلا أنت, خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت, أعوذ
بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا
يغفر الذنوب إلا أنت. (سيد الاستغفار).
لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لك
الحمد كالذي تقول، و خيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكِي ومحياي
ومماتي، وإليك مآبي، ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، و
وسوسة الصدر، وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيءُ به الريح.
اللهم ربنا آتنا
في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفرلي مغفرة من
عندك تصلح بها شأني في الدارين وارحمني رحمة منك أسعد بها في الدارين, و
تب علي توبة نصوحاً لا أنكثها أبدا,ً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها
أبداً اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة, وأغنني بحلالك عن
حرامك, وبطاعتك عن معصيتك, وبفضلك عمن سواك, و نوِّر قلبي و قبري, و أعذني
من الشر كله, واجمع لي الخير كله, أستودعك ديني وأمانتي وقلبي وبدني
وخواتيم عملي وجميع ما أنعمت به علي وعلى جميع أحبائي والمسلمين أجمعين.
يبقى في ذلك حتى
موعد النفرة، ويجب أن يبقى في الموقف حتى تغرب الشمس فيجمع في وقوفه بين
الليل و النهار، لا يصلي المغرب بعرفات بل يصليهما جمع تأخير مع العشاء
بوقت العشاء في مزدلفة بآذان واحد و إقامة واحدة.
يكثر من أعمال الخير في يوم عرفة و سائر عشر ذي الحجة.